أبو حفص عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ثاني الخلفاء وأول من لقب «أمير المؤمنين»، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وهو أحد أشهر القادة العظماء في التاريخ الإسلامي، تميز حكمه بالعدل فقد كان حاكما قويا في الحق الذي لا يخشى فيه لومة لائم، وينسجم ذلك مع الفضائل التي ميزت شخصيته وجعلته صالحا لأن يحكم في أي زمان وهي: التواضع والحكمة والعدل والحزم والصدق والشجاعة... لقد كان مثالا للشهامة والعدل والإنصاف وقد أثبت ذلك من خلال تعامله مع الناس ومن خلال قيامه بالفتوحات العظيمة، ومنها فتح بلاد فارس، وبناؤه الدولة الإسلامية. وعندما قرر أن يهاجر للمدينة لينضم لصحبة الرسول، عليه الصلاة والسلام، في المدينة المنورة في عهد الإسلام الأول، لم يكن ذلك سرا فقد أعلن ذلك لقريش متحديا إياهم، فلم يعترضه أحد وذلك لشجاعته وهيبته.
وحسب رواية خباب، قال فيه الرسول، عليه الصلاة والسلام: «اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك»، وقيل «بأحد العمرين»: عمرو بن هشام (أبو جهل) وعمر بن الخطاب، وقال، حسب رواية أبي هريرة: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، فإن يك في أمتي أحد فهو عمر»، وقال: عليه صلاة الله وسلامه، موجها كلامه لعمر : «إيه يا بن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك». وأشار الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه وكرم وجهه، إلى أن القرآن نزل موافقا لرأي عمر إذ قال: «إنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأيا من رأيه»، وأضاف عبد الله بن عمر، رضي الله عنه، قوله: «ما نزل بالناس أمر فقالوا وقال عمر إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر». وفي كتابه (عمر والتشيع، ثنائية القطيعة والمشاركة) ذكر مؤلفه المفكر العراقي حسن العلوي أن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه قال لعبد الله بن عمر، الذي طالبه بعدم الذهاب إلى العراق ومواجهة الأمويين..، «لو كان أبوك معنا لنصرنا»، وفي رواية لعمار بن ياسر أن الرسول، عليه الصلاة والسلام، قال له: «يا عمار أتاني جبريل آنفا فقلت يا جبريل حدثني بفضائل عمر في السماء، فقال: يا محمد لو حدثتك بفضائل عمر ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ما نفدت فضائل عمر وإن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر».
وعندما اتجه رأي أبي بكر لعمر كخليفة من بعده لشخصيته القوية القادرة على تحمل المسؤولية استشار الصحابة فأثنوا على عمر فقال عنه عثمان بن عفان: «اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته، وأنه ليس فينا مثله» فأوصى أبو بكر بعمر قائلا: «اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم». وفي المسجد أوصى أبو بكر بخلافة عمر، فقال: «اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم»، ثم سأل أبو بكر الناس في المسجد: «أترضون بمن أستخلف عليكم؟ فو الله ما آليت من جهد الرأي، ولا وليت ذا قربى، وإني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا» فقال المسلمون: «سمعنا وأطعنا»، وتمت بيعتهم لعمر عام 13هـ. وطيلة خلافة عمر وهو يسير منفردا وبدون حرس أو حجاب.
ومن أقوال عمر: «عليك بالصدق ولو قتلك»، «عليكم بذكر الله تعالى فإنه دواء، وإياكم وذكر الناس فإنه داء»، «لو ماتت شاه على شط الفرات ضائعة لظننت الله سائلي عنها يوم القيامة»، «أفضل الزهد إخفاء الزهد»، «ما وجد أحدكم في نفسه كبرا إلا من مهانة يجدها في نفسه»، «ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا»، «أحب الناس إلي من رفع إلي عيوبي»، «أشقى الولاة من شقيت به رعيته».
والسؤال، هل يصلح حكم عمر في كل زمان؟ المقياس هنا هو في صلاح عمر الذي يجعله يحكم في كل زمان، وعمر توفرت لديه كل المقومات الشخصية والصلاح كما ذكر. وكما قال الإمام مالك رحمه الله: «لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها» .. والله أعلم.
وحسب رواية خباب، قال فيه الرسول، عليه الصلاة والسلام: «اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك»، وقيل «بأحد العمرين»: عمرو بن هشام (أبو جهل) وعمر بن الخطاب، وقال، حسب رواية أبي هريرة: «لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدثون، فإن يك في أمتي أحد فهو عمر»، وقال: عليه صلاة الله وسلامه، موجها كلامه لعمر : «إيه يا بن الخطاب، والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك». وأشار الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه وكرم وجهه، إلى أن القرآن نزل موافقا لرأي عمر إذ قال: «إنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأيا من رأيه»، وأضاف عبد الله بن عمر، رضي الله عنه، قوله: «ما نزل بالناس أمر فقالوا وقال عمر إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر». وفي كتابه (عمر والتشيع، ثنائية القطيعة والمشاركة) ذكر مؤلفه المفكر العراقي حسن العلوي أن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه قال لعبد الله بن عمر، الذي طالبه بعدم الذهاب إلى العراق ومواجهة الأمويين..، «لو كان أبوك معنا لنصرنا»، وفي رواية لعمار بن ياسر أن الرسول، عليه الصلاة والسلام، قال له: «يا عمار أتاني جبريل آنفا فقلت يا جبريل حدثني بفضائل عمر في السماء، فقال: يا محمد لو حدثتك بفضائل عمر ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ما نفدت فضائل عمر وإن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر».
وعندما اتجه رأي أبي بكر لعمر كخليفة من بعده لشخصيته القوية القادرة على تحمل المسؤولية استشار الصحابة فأثنوا على عمر فقال عنه عثمان بن عفان: «اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته، وأنه ليس فينا مثله» فأوصى أبو بكر بعمر قائلا: «اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم». وفي المسجد أوصى أبو بكر بخلافة عمر، فقال: «اللهم إني لم أرد بذلك إلا صلاحهم، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم»، ثم سأل أبو بكر الناس في المسجد: «أترضون بمن أستخلف عليكم؟ فو الله ما آليت من جهد الرأي، ولا وليت ذا قربى، وإني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا» فقال المسلمون: «سمعنا وأطعنا»، وتمت بيعتهم لعمر عام 13هـ. وطيلة خلافة عمر وهو يسير منفردا وبدون حرس أو حجاب.
ومن أقوال عمر: «عليك بالصدق ولو قتلك»، «عليكم بذكر الله تعالى فإنه دواء، وإياكم وذكر الناس فإنه داء»، «لو ماتت شاه على شط الفرات ضائعة لظننت الله سائلي عنها يوم القيامة»، «أفضل الزهد إخفاء الزهد»، «ما وجد أحدكم في نفسه كبرا إلا من مهانة يجدها في نفسه»، «ما ندمت على سكوتي مرة، لكنني ندمت على الكلام مرارا»، «أحب الناس إلي من رفع إلي عيوبي»، «أشقى الولاة من شقيت به رعيته».
والسؤال، هل يصلح حكم عمر في كل زمان؟ المقياس هنا هو في صلاح عمر الذي يجعله يحكم في كل زمان، وعمر توفرت لديه كل المقومات الشخصية والصلاح كما ذكر. وكما قال الإمام مالك رحمه الله: «لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها» .. والله أعلم.